الأربعاء، 29 أبريل 2020

المسرح المصري القديم



الأستاذ عبد الواحد المرابط

-----------------------


● المسرح في الحضارات القديمة (مسرح الفراعنة)

عرفت مصر القديمة على عهد الفراعنة عروضا فُرجوية ذات طابع ديني مرتبط بأسطورة "إيزيس وأوزوريس". وكانت هذه العروض تُقدَّم في إطار الحفلات الدينية والطقوس الجنائزية الفرعونية، حيث يعمد كهنةُ معبد ”أمون رع“ (Amon-Rê) إلى تشخيص الحكايات الدينية أمام الحكام والأمراء والنبلاء، مستعينين في ذلك باللغة الشعرية والحركات الجسدية والغناء والابتهالات والأقنعة والمساحيق والملابس والأكسسوارات. وبموازاة هذه العروض النخبوية، عرفت مصر تلك الحقبة عروضا شعبية تقدمها فرق جوالة تطوف بين المدن والقرى، وهي تشمل الرقص والموسيقى والتمثيل والطرائف المضحكة...

تم العثور، في ثلاثينيات القرن العشرين، على نصوص درامية مكتوبة على أوراق البردي (Papyrus)، تتضمن مسرحيات كتبها مؤلِّفو مصر القديمة؛ منها مسرحية "انتصار حورس" و"بعث أوزيريس" و"ميلاد حورس وتأليهه" و"هزيمة ثابوفيس" و"معركة تحوت وأبوفيس" و"إيزيريس وعقاربها السبعة" و"عودة سِت"...

معظم تلك المسرحيات كانت تُعيد تشخيص أسطورة "إيزيس وأوزوريس" التي تقوم عليها الديانة الفرعونية. وتحكي هذه الأسطورة قصة الفرعون/ الإله أوزوريس الذي قتله أخوه سِتْ وقطَّع جثته اثنتي وأربعين قطعة وزَّعها على أقاليم مصر، لكن إيزيس جمعت قطعَ زوجها أوزوريس وحاولت إعادته إلى الحياة، كما أنها أنجبت طفلها حورُس الذي سرعان ما شَبَّ فحارب سِت وقتله انتقاما لأبيه، وأعاد النظام لمصر.
رغم أن هذه النصوص المصرية القديمة كانت تتضمن عناصر الدراما المسرحية، فقد بقيت محافظة على طابعها الطقسي الديني ومرتبطة بعبادة الإله ”أمون“؛ لذلك لم تتطور فيما بعد لتفرز عروضا مسرحية ذات منحى فني وجمالي.






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

    المسرح في العصر الوسيط ا لأستاذ عبد الواحد المرابط   يقع العصر الوسيط بين العصر القديم والعصر الحديث، حيث بدأ مع سقوط الإمبراطورية...